اسيوط الان

اخبار عاجلة

السبت

قنطرة أسيوط الأثرية شاهد عيان علي إهمال الآثار بأسيوط



أسيوط – أسامة صديق
مازالت التعديات علي قنطرة المجذوب تعد مثالا صارخا على إهمال الآثار بأسيوط مما يدفعنا وبشدة للتوضيح ، فالقنطرة يتم الإعلان عنها أنها ضمن مزارات أسيوط السياحية في كل النشرات الخاصة بالسياحة وعلى الموقع الرسمى  بالمحافظة، فبرغم المجهودات العظيمة التى قام بها اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط والتطوير الذي بات جليا للعيان واللون الموحد الذي اتشحت به كافة المبانى إلا أن وضع السياحة في أسيوط يحتاج مضاعفة الجهود ، فقد وجب أن تجلس جميع الهيئات المنوطة بالسياحة في المحافظة – وهي كثيرة جدا -  ليتدارسوا الأمر علي طاولة واحدة  لعل السياحة ان تكون هي طوق النجاة لأسيوط من براثن الفقر المدقع والجدير بالذكر أن قنطرة المجذوب  مستغلة حاليا  جراج  للسيارات الخردة  وتم كسر جزء من الحائط الأثري لشق طريق لنزول السيارات لأسفل القنطرة كمخزن وبعض الباعة الجائلين يستغلونها كمرحاض عام أو لإلقاء القمامة بها واقامة أكشاك حول السور من الخارج .
تقع هذه القنطرة حاليا تحت أرض ميدان المجذوب على مسافة 30 مترا جنوب شرق جامع المجذوب حيث أن الظاهر فوق الأرض الواجهة الجنوبية لها فقط أما الباقي فإنه مدفون تحت أرض الميدان ، وقد أنشئت القنطرة الحالية فى عصر محمد علي باشا الذي أعاد بناءها سنة 1251هـ / 1835م مكان قنطرة قديمة فى نفس الموقع بعد أن تهدمت الأولي تماما ، وعلى الرغم من أنه لم ترد أي نصوص تدل على تاريخ إنشائها أو اسم المنشئ إلا أنه من المرجح أنها كانت قنطرة قديمة مخصصة للصرف الحوضي لمياه الري وهو نظام قديم عرفته مصر منذ أقدم العصور ، ومن خلال الرسومات التي وردت فى كتاب الحملة الفرنسية بكتاب وصف مصر والتي رسمها دتروتر يتضح أن شكل القنطرة كان عبارة عن ثلاثة عقود مدببة تستند على ثلاث دعامات وضعت رأسيا بين فتحات العقود كما يتضح باللوحة أن على يمين الداخل للمدينة مسجدا هو مسجد المجذوب وعلى الرغم من أنه لا توجد بالرسومات أي معلومات عن القنطرة إلا أنه من خلال الطراز المعماري الذي بنيت به القنطرة يمكن نسبتها إلى العصر المملوكي ، وفي سنة 1239هـ / 1823م قام أحمد باشا طاهر بترميم القنطرة ، وقد أشار على باشا مبارك فى كتابه الخطط التوفيقية الجديدة أن حسين باشا مدير أسيوط قام فى الفترة من سنة 1250هـ إلى سنة 1251هـ ( 1834-1835م) بتجديد القنطرة فوق الأساس الذي وضعه أحمد باشا طاهر وعلى نفس الطراز ووضع لوحة تأسيسية بالركن الشرقي للواجهة الداخلية للدروة الجنوبية مؤرخ بسنة 1251م.
 هذا وتتكون قنطرة المجذوب من جسم بني من الداخل بالطوب الأحمر وغلف من الخارج بالحجر الجيري المنحوت وتتكون من ثلاثة عقود نصف دائرية ودروتين شمالية وجنوبية وظهر ، وواجهة القنطرة الرئيسية هي الواجهة الجنوبية لمواجهتها لماء النيل الذي يتدفق من الجنوب إلى الشمال ويزخرف الدعامات الحاملة للعقود الثلاثة زخارف قوامها زخارف متنوعة لأشكال هندسية ونباتية وحيوانية تمثل حيوان خرافي جسمه جسم حيوان يشبه القط والوجه لطائر له منقار مفتوح وله ذيل طويل يلتف حول ظهره وله خمسة أرجل ربطت رقبته بسلسلة من طرف وبشجرة سرو بالطرف الآخر وقد نقش هذا الحيوان الخرافي على دعامة أخري كحيوانين متدابرين وعلى دعامة أخري يمسك طرف السلسلة رجل بدلا من الشجرة وبيده عصا تشبه عصا البولو التي كان يستخدمها المماليك فى لعب البولو، ولقد كان يوجد بالدعامة الرابعة لوحة تتضمن النص التأسيسي للقنطرة نزعت حاليا من مكانها
وبحساب الجمل يكون التاريخ المدون على اللوحة هو سنة 1251هـ/1835م كما يوضح النص أن محمد على باشا الملقب بالعزيز قد أمر بإصلاح القنطرة عندما تهدمت بسبب فيضان النيل، وهذا ويوجد لوحة تأسيسية أخري هامة بالركن الشرقي للواجهة الداخلية للدروة الجنوبية وهي لوحة من الرخام الأبيض وقد كتب على اللوحة بالخط النسخ ستة أسطر لأبيات شعرية توضح تاريخ إنشاء القنطرة وهو سنة 1251هـ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts with Thumbnails